ثورة فليك تعيد برشلونة للحياة

ثورة فليك تعيد برشلونة للحياة

أحدث الموسم الأول للمدرب الألماني هانزي فليك مع برشلونة ثورة

أحدث الموسم الأول للمدرب الألماني هانزي فليك مع برشلونة ثورة في القلعة الكتالونية، حيث طبق مشروعا يدعمه بشكل أساسي اللاعبون الشباب وقاد الفريق للتتويج بالثلاثية المحلية (كأس السوبر الإسباني وكأس ملك إسبانيا والدوري) كما أنه ودع دوري أبطال أوروبا من نصف النهائي.

لطالما كان المدرب الألماني على قائمة رئيس برشلونة خوان لابورتا الذي فكر في التعاقد معه بعد إقالة رونالد كومان وقبل وصول تشافي هرنانديز في نوفمبر/تشرين ثان 2021. ولكن لم ينضم الألماني إلى النادي الكتالوني إلا الصيف الماضي بعد رحيل تشافي.

في المقابل كان برشلونة وجهة يحلم بها فليك منذ أكثر من 20 عاما منذ أن زار ملعب "كامب نو" للمرة الأولى بدعوة من علامة الملابس الرياضية "نايكي" بصفته مالك لأحد أكثر متاجر العلامة التجارية مبيعا في ألمانيا.

لكن وصول فليك إلى برشلونة جاء في لحظة صعبة بعد عام لم يتوج فيه الفريق بأي لقب وبدون أي تعزيزات تقريبا بسبب اللعب المالي النظيف.

وافد جديد على برشلونة.

EPA

رغم عدم معرفته القوية باللغة وبالمنشأة وعدم وجود صلة سابقة تربطه بالقلعة الكتالونية، حاول فليك فهم طبيعة برشلونة، وبعد تعيينه تلقى من لابورتا رسالة شرح له فيها هوية النادي وقيمه وتاريخه ومعنى كونه "أكثر من مجرد نادٍ" ( شعار برشلونة). وبالإضافة إلى ذلك، ولتعميق فهمه لبرشلونة، التقي مع بيب جوارديولا للتعرف على أسلوب لعب الفريق والعمل الداخلي للنادي.

ساعدت نتائج الفريق وأدائه الهجومي في حصول فليك على التقدير بين اللاعبين والإدارة والجمهور، بجانب ما أظهره من أخلاقيات العمل والقدرة على التواصل ومشاركته بشكل متكرر في المناسبات الاجتماعية للنادي وحضور مباريات فريق الشباب، الذي اعتبره المدرب الألماني مفتاح نجاح برشلونة.

وفي قاعة الصحافة، ينقل فليك الاستقرار ويتصرف مثل أبناء النادي. فهو متواضع في النصر وهادئ في الهزيمة. لا يميل إلى إثارة عناوين الصحف الكبرى، فهو يحمي لاعبيه ويعطي الأولوية للثناء الجماعي على الثناء الفردي، على الرغم من أنه يستخدم أحيانا نبرة قاسية عند انتقاد جدول مباريات الدوري الإسباني أو موقف بعض البدلاء.

انظر أيضا:  نيبوشا لكووورة: الكويت لا يحظى بأفضلية في مواجهة العربي

برشلونة أفضل بدنيا.

EPA

فليك معروف بصرامته في الالتزام بالمواعيد وبصدقه في تعامله مع اللاعبين، الذين يبرزون أن زيادة متطلبات التدريب انعكست إلى أداء بدني أفضل.

كان هذا أحد الجوانب الرئيسية للنادي، الذي قام في الصيف بإعادة تشكيل فريقه من المدربين البدنيين والمعالجين الطبيعيين لتجنب وباء إصابات العضلات الذي لاحقه في السنوات السابقة.

ويلجأ فليك، الذي يتطلب أسلوب لعبه بذل قدر كبير من الجهد، إلى الخبراء لإدارة عبء عمله في ضوء جدول المباريات المزدحم.

مقترح طموح يقنع اللاعبين.

غير وصول المدرب الألماني من عقلية اللاعبين. وانتقل برشلونة من فريق يميل للانهيار على الملعب ويعاني من المشكلات في المنافسة بالملاعب الكبيرة إلى آخر ينمو امام التحديات الكبرى ولا يعرف الاستسلام ودائما ما يبحث عن تسجيل المزيد من الأهداف.

وينعكس هذا الطموح على أرض الملعب، مع مقترح يقنع اللاعبين، فيقوم برشلونة بتحريك خط دفاعه للأمام نحو خط الوسط ويتقن ضبط التسلل. ينسق نظام الضغط في ملعب الخصم ويكون قويا في الهجمات المرتدة. بات الفريق يعتمد على اللعب العمودي دون التخلي عن السيطرة، ويمنح الحرية دون فقدان البنية.

غالبية اللاعبين يتحسنون مع فليك.

هذا المزيج من العوامل رفع مستوى غالبية اللاعبين، في الهجوم سطع نجم لامين جمال عالميا وهو في سن الـ17 عاما واستعاد روبرت ليفاندوفسكي وهو في سن 36 عاما غزارته التهديفية التي ميزته مع بايرن ميونخ، وأعاد رافينيا اكتشاف نفسه وبعدما كان قريبا من الانتقال للعب في السعودية بات مرشحا للفوز بالكرة الذهبية.

في حراسة المرمى، عاد البولندي تشيزني من الاعتزال وحل محل تير شتيجن بعد تعرضه لإصابة خطيرة، وفي الدفاع، تكيف إينيجو مارتينيز، البالغ من العمر 33 عاما، مع اللعب خارج منطقة الجزاء وفرض قيادته إلى جانب باو كوبارسي، الذي لا يضاهى رغم صغر سنه (18 عاما) كما رسخ كوندي مكانه في الجانب الأيمن، بينما يستأنف بالدي ظهوره الواعد على الجانب الأيسر.

وفي خط الوسط، نسى بدري الإصابات وبات يتحكم في وتيرة المباريات. وإلى جانبه، يعود دي يونج من غياب طويل، ليكون عنصرا مهما في الفريق رغم تحفظات بعض الجماهير.

انظر أيضا:  إجراء عاجل من الاتحاد المصري بشأن قانون العمل

وبجانب هؤلاء، هناك العديد من اللاعبين الآخرين الذين يستجيبون عندما يحتاجهم فليك (أولمو، فيران توريس، إريك جارسيا، كاسادو، فيرمين، جابي أو جيرارد مارتن).

هذه هي ثورة فليك التي غيرت الحاضر وتبشر بمستقبل جديد لبرشلونة، الذي يهدف من خلال المشروع الذي بدأه المدرب الألماني إلى بناء حقبة جديدة من النجاح.

مقالات ذات صلة